الإنسان الاجتماعي الناجح هو الإنسان الذي يملك فنون الحديث مع الناس وكسب قلوبهم وودّهم، فحتى تكون إنساناً ناجحاً اجتماعياً عليك أن تتحلّى بعدّة صفات تكسبك هذه السمة وتجعلها صفة فريدة من شخصيتك تحبّب مَن حولك بك، منها أن تحترم من حولك، وأن تكون مستمعاً جيِّداً، وأن تكون لبقاً في كلامك؛ وقد يتساءل البعض كيف يمكن أن أكون لبقاً؟ وما هي السمات التي يجب أن أتحلّى بها لأتمتع باللباقة؟
اللباقة
اللباقة فنٌ من الفنون الاجتماعية التي يجب أن يتميّز بها الإنسان الناجح والمحبوب، فهي تمثِّل قدرة الإنسان على تمييز ما يقوله وما يفعله، وأن يفعل الصحيح والأُلطف والأنسب لمن حوله، ولنفسه؛ فالإنسان اللبق قادر على الشعور بأحاسيس ومشاعر من حوله، ومدركٌ لتأثير كلماته وأفعاله فيهم، وهذه الصفة مهارة حقيقية يجب الاتصاف بها والسعي للوصول إليها، وذلك في سبيل تجنّب إلحاق الأذى بالغير، وبالتالي كسب قلوب الناس ومحبّتهم، وفرض احترامك عليهم.
خطوات لتصبح إنساناً لبقاً:
حتى تكون إنساناً لبقاً عليك أن تكون ذكياً ومنتقياً لكلامك، وإليك بعض النصائح:
- لا تكثر الحديث عن نفسك وذاتك، ولا تتفاخر بنفسك؛ فإنّ الحديث الكثير عن نفسك يضجر الآخرين ويُشعرهم بالملل منك.
- لا تبدأ حديثك بالاعتذار بلا داعٍ؛ كأن تقول آسف لإضاعتكم وقتكم، فإنّ هذا يوحي للمستمع بضعف شخصيتك، وقد يملّ من الحديث معك، أو قد توحي إليه بعدم أهميّة الكلام الذي ستقوله. - لا تدخّن؛ فإن بعض الناس يرونك وقحاً إن كنت تدخّن وأنت تتحدّث معهم.
- لا تكن رطناً؛ أي لا تتكلّم في مجلس بغير لغتهم، أو بكلام يصعب على مَن تجالسهم أن يفهموه ليعتقدوا أنّك أفضل منهم، ولا تحاول استعراض مهاراتك اللغوية، وكذلك لا تفعل العكس تماماً بمعنى أن تتحدّث بلغة ركيكة تنقص من قدرك أمام مَن تكلمهم؛ وحاول أن تضع نفسك في حلٍّ وسط بين المزيجين.
- لا تزلّ لسانك في الحديث مع غيرك؛ بمعنى أن تخطئ خطأً فادحاً لا يُغتفر أبداً؛ كلّم الناس كلٌّ بما يناسب عمره، وشكله، وجنسه، ودينه، ولا توجّه انتقادات سلبية لمن حولك؛ فإنّ هذا ينفّر الناس منك كثيراً.
- لا تفرط في إلقائك للنكات والمزاح في محاولة منك لتبدو مسلياً أو مضحكاً؛ فإنّ الإفراط في هذه الصفة تجعلك تبدو لمن تكلمه سخيفاً.
- ابتعد عن أسلوب التشكيك في كلام مَن حولك، وتقبّل وجهات النظر من غيرك حتى لو كانت تخالفك كثيراً.
- لا تقلّل من أهميّة كلام من حولك.
- لا تشح النظر عمّن يكلمك ويوجه الكلام إليك، فإنّ من أجمل صفات المستمع اللبق أن يكون منصتاً جيِّداً، ولديه قدرة كبيرة على التواصل والاتصال باستخدام العيون.
- لا تفرط في استخدام لغة الإشارة والإيماءة؛ فإنّ بعض الناس لا يحبّون من يُكثر من هذه الحركات، وتنفرهم في بعض الأحيان.
- لا تتصنّع سلوكاً زائفاً للاستعراض والتفاخر، ولا تجامل بطريقة زائفة يدركها من حولك؛ فإنّ هذه الصفة لا تحبّب الناس فيك أبداً.
- لا تنسَ أسماء الناس من حولك، فإنّ من عادة الإنسان اللبق في كلامه أن يتذكّر أسماء الناس حيث إنّ هذه الصفة تُشعر الغير بالاهتمام، وهي من أهمّ صفات الإنسان اللبق. وإن كنت تعاني من ضعف ذاكرتك في هذا الأمر، عليك أن تكون حريصاً على تدريب نفسك على حفظ الأسماء وربطها بكلّ شخص.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق